من هو يسوع؟

أن تؤمن بأن الخالق - إن كنت تؤمن أن هناك خالق - أن تؤمن بأن الله الخالق إنما هو إله مُحب، أن تؤمن بمحبة الخالق لك هذا يستدعي بالضرورة أن تصير قريباً منه إذ أنك محبوب من هذا الإله…

إن كنت تؤمن أنك محبوب من هذا الإله فإنك بالضرورة تسعى للاقتراب منه وتشعر أنك لابد أن تبادله حباً بحب…

في مرحلة ما - إن كنت صادق العزم - يعلن لك الخالق عن شخصه - وهو شخص بالتأكيد - ليس هو طاقة لا نهائية ولا هو كنز من الخيرات ولا هو نهراً من النقاء والعدل والحب. ليس هو مجرد مجموعة من الأسماء والأوصاف. هو شخص…

هو كشخص يحبك لابد أنه يسعى لعلاقة ما معك… ولأنك ولأنني أشخاص ولنا حدود إدراكية فلابد لشخص الإله أن يضع نفسه لنستطيع التعامل معه… هذا هو الإتضاع الإلهي اللامحدود في محبته وصدقه لأنه يتواضع لنتواصل معه في صلاة أو حديث قلبي…

كل اعتقاد أو حديث عن تواصل إلهي مع كائن آخر سواء إنسان أو ملاك (إن كنت تؤمن بالملائكة)، كل حديث عن تواصل بين هذا الإله وأي كائن آخر يتضمن بالضرورة تجسداً لهذا الإله في اتضاع عجيب يمكّن هذا الكائن المحدود من التواصل مع إله غير مُدرَك ولا محدود.

إن استطعت أن تتحدث إليه وإن سمعت صوته فأنت بالضرورة أمام شخص الإله متجسداً في صورة ما ليست بالضرورة جسداً مادياً…

لهذا فإن التجسد الإلهي ليس مجرد أحد المعتقدات المسيحية إنما هو ضرورة حتمية لعلاقة حقيقية مع الذات الإلهية…

ببساطة إذن: إن أردت أن تكون لك علاقة مع شخص الله فهذه العلاقة لابد وأن تكون في شخص المسيح يسوع… ليس هناك طريقة أخرى…

ليس لأن المسيحية تقول هذا (وهي تقول هذا بالتأكيد) إنما لأن هذا حتمي للعلاقة…

لهذا، أنا شخصياً لا أستسيغ الحديث عن الأديان حينما أتحدث عن الله لأن شخص الله شخص المسيح يسوع والعلاقة الحقيقية معه لا يمكن صياغتها في مجموعة من الكلمات التي تعبر عن ما نعتقد… لابد أولاً أن تقوم علاقة ثم يمكنك بعد ذلك أن تحاول التعبير عنها مع أن الكلمات تقصر عن وصف العلاقة فما بالك بشخص المسيح يسوع…

يمكنني إذن بأريحية وثقة أن أقول:

نعم إننا كلنا، كلنا أبناء الله واحباؤه ولكن كثيرون لا يعتقدون أن هذا ممكن مع أنه حق واقع، والله حقاً لا يعذب أحباءه ولا يريد لهم العذاب إنما يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفته يقبلون…

الصورة وجدت على موقع الفرح المسيحي