على بئر السامرة
- سامح
- 5 days ago
- 2 min read
تظل هذه المُبشِّرة بالروح والحق نموذجاً للإنسانية المتجددة على مر العصور…
الإنسانية التي تجادل، تسأل وتتسائل وتصطدم أحياناً وقد ترفض الله شخصياً في خضم تمسكها الأمين جداً بالطقوس والشرائع وما تسلمته من الآباء الأمناء أيضاً…
- "كيف تجرؤ أن تطلب مني (تتواصل، تتعامل، تؤسس علاقة أو تعبر الحواجز…) ، وأنت كذا (شعب، طائفة، جماعة، دين، أي كذا) وأنا كذا آخر ؟"
- "آباؤنا (آباؤنا نحن) قالوا وفعلوا أشياءً ، وأنتم (أنتم وآباؤكم) تقولون وتفعلون أشياءً أخرى … ما نقوله مختلف عما تقولونه بالتأكيد…"
- "ألعلك أعظم من أبينا يعقوب (أو أي من آبائنا نحن) ؟ … لابد أننا أعظم أو أكثر علماً أو إيماناً أو انفتاحاً أو تقدماً أو أي ميزة أخرى تجعلنا أفضل منكم أنتم المختلفون عنّا أو المختلفون معنا…"
لكن الله طالب مثل هؤلاء الذين يعبدونه بالروح والحق…
الأمر ليس كما يبدو…
الحقّ أنه لا علاقة لجوهر القضية محل النقاش بالمكان والطقوس وحرفية الوصية… ليس الأمر متعلقاً بالصلاة في أورشليم أو في هذا الجبل…
ليس الأمر متعلقاً بما قاله آباؤنا أو آباؤكم…
ليس للأمر علاقة بالصراع التاريخي ولا تراكمات العداوة عبر العصور ولا علاقة له أيضاً بجراح الماضي مع أن الجراح غائرة ولا يمكن إنكارها…
ليس الخلاف فيما يبدو خلافاً ،على الإطلاق، مع أن الخلاف واضح أشد الوضوح … مع ذلك، ليس هذا هو جوهر القضية…
ما يجب أن نهتم به حقاً هو الروح والحق…
ماذا يقصد الروح أن يقول لنا في هذا التوقيت تحديداً وفي ظل الواقع الحالي والمعطيات الحالية ؟
الحقّ ثابت ودائم أزلي أبدي وواضح أشد الوضوح للأطفال البسطاء قبل الحكماء الدارسين للواقع والتاريخ…
الروح يعي "الآن" ، الروح يعي الظرف والزمان والمكان الذي نحن فيه كما كان يعي ما كان "الآن" حين عمل مع وفي آبائنا…
آباؤنا كتبوا وسلموا اختبارهم بأمانه ، لكن هذا لا يعني ألا يكون لنا اختباراتنا بنفس الأمانة…
الروح يدعونا اليوم للسجود في الروح والحق وحينها ستكون الطقوس ملائمة جداً ومعبرة ، والظرف زماناً و مكاناً ، جاهزاً لإعلان حضور وامتداد ملكوت الله استجابة لصلواتنا اليومية "ليأت ملكوتك"…
حينها تلتئم الجراح ، ويصبح الصراع التاريخي عاملاً داعماً لوحدة الساجدين ، والاختلاف يخلق تنوعاً بديعاً كأنغام لحن واحدٍ لقيثارة الروح الواحد…




Comments