top of page

قيامتنا

  • سامح
  • May 7
  • 2 min read

المتتبع للأحداث التي يعيشها هذا الجيل يوماً بعد يوم ، يستطيع أن يدرك بلمحة بسيطة، كم تشوهت رؤيتنا للحياة ولبعضنا البعض…


أعتقد أن أحداثاً جساماً تحدث حولنا، وأيضاً، أحداث جسام من حيث الطابع والنوع -لا من حيث الحجم والاتساع- أحداث جسام من حيث النوع والطابع تحدث بيننا وتقودنا في نفس الطريق وربما نلقى نفس المصير الذي لاقته شعوب حولنا…


"اللي مايشوفش من الغربال…" يلخص المثل حالنا الحالي من حيث أننا ننظر ولا نرى ونسمع ولا نفهم أن مآلنا إلى نفس الخراب إن لم نصحُ…


والأمر حتماً لا يتعلق بالجاهزية القتالية ولا الاستعداد الأمني ولا القدرات السياسية ولا التماسك المجتمعي (الوهمي) لأن التماسك قد يعني شيئاً إن كان هناك ما يمكن أن نسميه "تماسك" فعلاً.

الجلي للعين المتابعة - وبكل بساطة - أن ما نختبره على الأرض كل يوم إنما هو مجرد "تماسك وهمي" تظهر ضعفه أقل المحكات، بمنتهى الوضوح…


المرض متأصل والطبيب على وشك إجراء جراحة عاجلة…


أقولها دون مواربة ، إذ لم يعد هناك وقت ولا مجال للتهوين:

المرضى هم نحن ، والطبيب الذي بيده شفائنا ، هو خالقنا المحب بلا أدنى شك…


وذلك لأنه يصدُق فينا القول:

"تركوني أنا ينبوع المياه الحية لينقروا لأنفسهم آباراً، آباراً مشققة لا تضبط ماء…"


لست أقصد التدين بالتأكيد لأننا نبدو متدينين كثيراً…


سأقولها بوضوح المحب الأمين، مباشِرة وصريحة:

إن لم نرجع للمسيح ورسالته المحبة، إن لم نرجع له مسيحيين قبل المسلمين، فلا نجاة أبداً مما هو موشك أن يحدث لهذا الجيل…


إن لم نُلقِ عن أكتافنا آلهتنا الغريبة (وهي كثيرة) ونرجع للواحد المحب الذي بذل ذاته عنا في إبنه، فماذا ينتظرنا غير القسوة والتحزب والكره والأنانية والطائفية البغيضة؟


إن لم نترك عنا برنا الذاتي القائم على العمل والجزاء والثواب والعقاب وفرض الشرع الإلهي بالقوة والاعتداد المقيت بالمعرفة البشرية، إن لم نترك عنا هذه الأوهام، فإننا على موعد مع انتكاسة مريرة ورِدّة حضارية لقرون سابقة ستأخذ منّا كل باطل اعتددنا به.


"هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به… "


الله الذي أحب وبذل ذاته لا يأمر بقتال المشركين وإعداد ما استطعنا من قوة ومن رباط الخيل… ليس هذا هو ذاك وليسوا إلهاً واحداً…


الله الذي أعطى براً وخلاصاً مجانياً لا ينتظر منا التزاماً بعقد أعمال مقابل الخير في الدنيا أو الجنات التي تجري من تحتها الأنهار في الآخرة… ليس هذا هو ذاك وليسوا إلهاً واحداً…


البشرى بموت المسيح وقيامته إنما هي بُشرى لنا ولأولادنا بغفران وخلاص وحب غير مشروط يفيض فينا وبيننا بمجرد الإيمان بذاك الذي فدانا…


إنها بشرى الحياة الجديدة التي يهبها الله لنا مجاناً بمجرد الإيمان بحبه وعمله الذي أكمله عنا في إبنه يسوع المسيح ربنا…


فلنُقبل اليه باتضاع الجاهل ونسأله:

ماذا تريدنا أن نفعل؟

والحق أنه هو الذي سيفعل…


سينزع القلوب الحجرية ويعطينا قلباً مثل قلبه هو…

سينزع من ذواتنا كبرياء التدين المريض ويعطينا من اتضاعه هو…


سينزع من طموحنا مجد العالم الزائل والتوق البغيض للشمول والسيطرة ويعطينا اشتياق البذل على الصليب.


سينزع موت الخطية ويعطينا قيامته هو في حياة جديدة ملؤها التسامح والتسليم لمشيئته الصالحة المُحبة…


النداء لنا كما كان للمتشكك المقبول والمحبوب، توما:

«هَاتِ إِصْبِعَكَ إِلَى هُنَا وَأَبْصِرْ يَدَيَّ، وَهَاتِ يَدَكَ وَضَعْهَا فِي جَنْبِي، وَلاَ تَكُنْ غَيْرَ مُؤْمِنٍ بَلْ مُؤْمِنًا»." (يو 20: 27).


About the photo:

The Incredulity of Saint Thomas By Caravaggio (1571–1610)


Comments


  • Facebook
  • Twitter
  • Instagram

مدونة وجدني

تواصل

اسألني و شاركني افكارك

شكراً للتواصل

bottom of page