المنطقي
- سامح
- Sep 22, 2024
- 3 min read
Updated: Oct 19, 2024
ما هو المنطقي؟
كيف تكون "الحياة بعد الموت والخلود" أشياء تبدو منطقية للكثيرين مع أنهم لم يسبق لهم أن ماتوا؟
بالطبع لا أقصد المؤمنين بالأديان ولكن أقصد المفكرين والفلاسفة والحضارات القديمة التي قامت وتحركت ونمت بناءاً على فكرة ليس لها أي دليل مادي سوى أنها بديهية ومنطقية جداً في حد ذاتها…. وهي أنه لابد أن تكون هناك حياة أخرى بعد الموت…
الحق إنك لو نظرت للأمور الجوهرية في الحياة أو بمعنى أدق -الأمور التي هي للحياة- لو نظرت لهذه الأمور ستجد أنها جميعاً منطقية جداً ولا تحتاج لأي دليل… حقائق قائمة في ذاتها وبذاتها ولا يُستدَل عليها إلا بها… وعلى بساطتها و وضوحها يغفلها الكثيرون وقد لا يفهمونها أو ينكرونها بعد تفكيرٍ منطقي عميق مع أنها تسمو في منطقيتها لدرجة يتقبلها فيها البسطاء وغير الفلاسفة بلا أدنى جهد عقلي… حقائق واضحة وضوح الشمس للبصير…
البذور تسقط وتُدفَن في الأرض لتقوم أجمل الأشجار… يعقب الغروب ليل مظلم ثم نهار مشرق… لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب… الحب مبدأ وأساس وضمان استمرارية الكون… الشر لا يغلبه الشر… الخير لابد منتصر… الحياة لابد سائدة على الموت… الكون يسمو نحو الحق مهما ساد الشر… ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان… ليس حب أعظم من أن يضع أحدٌ نفسه لأجل أحبائه… أحب الله العالم…
أحب الله العالم وإلا فلماذا خلقه؟ قالها الشاعر الجخ يوماً: "بتخلفينا ليه لما انتي كارهانا؟" لا يمكن أن نكون قد خُلقنا لنجتاز امتحان في الإلتزام بوصايا الخالق ثم نُثاب أو نهلك بسبب نجاحنا أو فشلنا في الإجابة العملية على سؤال "كيف أرضي الله؟"…
هل يحتاج الخالق لمن يعبده؟ هل يتوق لمدح وشكر وثناء وحمد؟ إن يكن يحتاج لشيئ فهو ليس بإله… حقيقة بديهية يدركها البسطاء فقط ولاتحتاج لكتب سماوية توضحها…
هل الجنة أكل وشرب ومتاع كما في هذه التي نحياها؟ هل أموت لأبعث في حديقة ملئها ما اشتهيت على الأرض بلا حدود؟ لا تستحق جنة كهذه الموت لأجلها… لا أريدها ، لا هنا ولا هناك…" ليست هذه حياة الخلود بالتأكيد " … حقيقة يدركها البسطاء، الجياع والعطاش إلى البر…
"الله سبحانه وتعالى سيد عادل كريم غفور ورحيم وقريب يعطي الوصايا لخير الناس ثم يكافئ البار ويحبه ويعاقب العاصي ويغفر للتائب…"
"الله له المجد راعٍ محب للبشر أحبهم فخلقهم وافتقدهم كأب فعاش بينهم كإنسان وحمل عنهم ذنوبهم ومات لأجلهم وقام معطياً لهم الحياة الأبدية في شخصه…"
أيهما الحق المنطقي ؟
لا وجه للمقارنة بين الإلهين ؟
أحدهما ليس إلهاً…
أحدهما ضعيف…
أحدهما خيالي لا منطقي ولا وجود لهما معاً…
لو آمن إنسانٌ واحد بما فعل الله لأجله ثم اكتشف أن الله لم يفعل فياللكارثة المدوية لهذا ال… ال… !؟
الإنسان الذي أحسن الظن ؟
أم الإله الذي لم يكن على مستوى حسن الظن ؟
ياللكارثة المدوية لهذا الإله بالتأكيد… يسقط الإله من نظر ذلك الإنسان وتسقط عنه الوهيته… كما يسقط الأب من نظر ابنه إذا احسن الظن به ثم خذله…
إن يخطئ الأب عن ضعف إنساني ويخذل أبناءه فكيف يخذل الله محبيه!؟ مستحيل …
على الأقل لم يعد إلهاً لذاك المؤمن الذي أحسن الظن به…
كيف يكون الله أقل من حسن ظننا به ؟
كيف يمكن لملكوت السموات أن يكون أي شيئ سوى الحب الإلهي ؟
من هو حكيم بيننا فيفهم عمق محبة الله تبارك إسمه ؟! …
لا يمكن فهمها … تفوق الوصف والحكمة والمنطق … مع هذا ، فهي منطقية جداً ومستحقة كل قبول وشكر…
لهذا أمجدك أيها الآب الصالح، لأنك أخفيت هذه الحكمة عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال الصغار المحبين البسطاء…
الصورة لله الظاهر في الجسد ينقذ النفس الخاطئة من يد من فضحوها ليموت حاملاً عنها وعنا عار الخطية - الكاتب لا يعرف تحديداً صاحب حقوق ملكية الصورة…

Comments