الاستحقاق
- سامح
- Nov 22, 2024
- 2 min read
يعرف المؤمنون بالله - بغض النظر عن من هو الله في نظرهم- يعرف المؤمنون بالله أنه عادل…
هو عادل والعدل هنا مطلق بالتأكيد…
السؤال هنا:
كيف خرج الخاطئ من صلاته مبرراً بينما لم يتبرر الذي صام وتصدق؟
(مثل الفريسي والعشار بحسب إنجيل لوقا اصحاح ١٨)
كيف فازت الخاطئة التائبة بغفران خطاياها على فم المسيح عندما بكت عند قدميه؟ ماذا فعلت من الطاعات لتُقبل بعد حياة ملؤها الخطيئة؟
(المرأة الخاطئة بحسب إنجيل لوقا أصحاح ٧)
كيف قُبل لصاً في حياة الخلود قبيل موته بساعات قليلة؟ ماذا فعل ليستحق العفو الإلهي عن خطاياه؟
(الإنجيل كما كتبه لوقا أصحاح ٢٣)
كيف مضى الشاب المهذب الغني حزيناً وقد خاب أمله في الحياة الأبدية مع أنه حفظ الوصايا منذ صباه؟
(الإنجيل كما كتبه مرقص أصحاح ١٠)
السؤال هنا:
من منا يستحق حياة الخلود مهما فعل من طاعات وصدقات وصلوات ؟ من منا يستحق !؟
من منا استحق الوجود في الأصل؟
من منا استحق أن يتجلى له الخالق فيتجسد كإنسان ليتحدث اليه طالباً خلاصه ودافعاً عنه ديونه ؟
كيف نجرؤ أن نعد الحسنات ونتبع بها السيئات ونطلب الغفران إذ قد أكملنا الطاعات ؟ كيف نجرؤ !؟
قالها لي أحد الأصدقاء:
"الإستحقاق العملي: أن تفعل الخير فتصير مستحقاً بعملك لحياة الخلود…"
هذا يشبه إنساناً معدماً أعطاه أحد الأثرياء الشفوقين مالاً فتاجر وربح ثم ذهب للثري العطوف قائلاً:
"إنني استحق أن أسكن في قصرك لأنني ربحت من مالك الذي تصدقت به علي!"
الأدهى أنه تفاخر وأدان أخاه المُعدَم قائلاً:
"أخي هذا ليس محبوباً لديك لأنه لم يربح من مالك كما فعلت أنا. إنه لم يجتهد كما اجتهدت أنا !"
كيف نفتخر بأعمالنا وندين إخوتنا في الإنسانية وهم أيضاً أبناء وإن كانوا مسافرين بعيداً عن الله الأب المحب….؟
كيف نفتخر ببنوتنا لله ولم نكن ابناءه إلا بمحبته ولسنا نسلك كأبنائه بعد إلا إن أحببنا كما أحبنا هو؟…
أحبنا ونحن خطاة وهكذا نحب نحن الجميع كما يحبهم أبانا الذي في السموات…

Comments