بعد صلاة الفجر
- سامح
- Jan 19, 2024
- 3 min read
همهم بعد صلاة الفجر قائلاً:
" يارب …
أديني قدامك اهوه …
واقف قصادك الفجر…
باطلب منك ترشدني للي انت عاوزني اعمله وتهديني للطريق اللي انت عاوزني امشي فيه…
فاضل لي الحج وابقى كملت الاركان الخمسة بفضلك عليا ونعمتك…
ما باعملش سيئة الا ووراها حسنة… آخر مرة اتخانقت مع وليد في الشغل وانا راجع اديت الشحات كل الفكة اللي كانت في جيبي…
استغفار في اليوم موش اقل من ١٠٠ مرة…
صلاة على رسولك الكريم موش اقل من ١٠٠ برضه…
لو حسبت الحسنات وامثالها يبقى الحمدلله وبفضلك ونعمتك واحسانك عليا انا على الصراط المستقيم بفضلك ونعمتك عليا يارب العالمين…"
" ليا طلب بس لو ممكن… "
" عاوز أفاتح المهندسة سارة زميلتي في موضوع الجواز و عاوز توفيقك… "
" أنت تعلم يارب العالمين اني لم أقصر في حق زوجتي ولا إبني سيف ولن أقصر ما حييتُ وأنت أقدر على إعانتي وحفظ عهدي بفضلك… "
"هاعمل يارب اللي أقدر عليه لأعدل بين خديجة و سارة… "
" وعزتك يارب وجلالك، موش فراغة عين مني… لقد احللت أنت ذلك لأنك تعلم احتياجنا…"
" حتى الانبياء جمعوا بين زوجات وسمحت لهم لأنك عادل و كريم وتعرف احتياجاتنا لأنك خالقنا…"
" عندي ٤٠ سنة و احتياجاتي انت عارفها وخديجة زوجة و أم فاضلة لكنها موش قادرة تديني اللي انا عاوزه… "
" سارة فيها حاجة بتشدني ليها ... في عنيها شوق وحنية ماشفتهمش في عنين خديجة… طب لو أقدر أسعدهم الإتنين و اشبع احتياجي في الحلال بدل الاحلام والنظرات المحرمة موش تبقى حلالي افضل؟ "
" وعزتك وجلالك… خديجة في عنيا هي و سيف ولها الجنة على تعبها معايا وفي الجنة هاتلاقي كتير زيي وافضل مني يسعدوها حتى لوماقدرتش انا اسعدها هنا… ومين بيلاقي كل اللي يسعده هنا ؟ "
" يمكن خديجة ماتقدرش تعمل زيي هنا بس في جنة الخلد هاتلاقي كتير يسعدوها لانك عادل وكريم…"
" موش عاوز اطلق خديجة بالعكس عاوز أسعدها أكتر هي وسيف لأني لو سعيد أكيد هاقدر اسعدهم…"
" أبغض الحلال عندك الطلاق لكني موش هاعمل كده إلا لو ده طلبها وأصرت عليه لاني راجل ماسمحش لكرامتي أجبر إنسانة على الحياة معايا بالعافية ، بالذات هي عمرها ما قصرت في حقي ولا في حق سيف…"
" آمين يارب العالمين … حط على لساني كلام حلو سارة تقتنع بيه وسهل ليا حلالك و حنن قلب خديجة عليا وعلى سيف و نفضل مع بعض ، واجمعنا معاً في جنة الخلد أحباء سعداء مسبحين بفضلك ونعمتك علينا وعلى اولادنا وأحفادنا…"
" يا قاضي الحاجات، ويا مُجيب الدعوات اقضِ حوائجنا، وحوائج السائلين، اللهم لا تجعلني بدعائك ربِ شقيا، وكن بي رؤوفًا، ورحيمًا ياأكرم المُعطين اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد …"
أشرقت الشمس على وجه المهندس عادل في تلك اللحظة وشعر أن هذه علامة الرضا والتوفيق…
بعد شهور قليلة:
انتقلت سارة للعمل في شركة تسويق على الانترنت، أما خديجة فطلبت الطلاق وعاشت مع سيف في مدينة العبور وأصبح عادل وحيداً في شقته في النزهة الجديدة… وحيداً لكنه أكثر التزاماً بدينه عن ذي قبل إذ ربما إعتقد أن الله أراد له أن ينتبه أكثر لآخرته لا أن ينغمس في دنياه…
قاد سيارته صباح ذلك اليوم إلى جامع ابن طولون لتفقد تمديدات الكابلات لنظام الصوت الجديد في الجامع الأثري… كان المسجد خالياً وهادئاً إلا من اصوات زقزقة العصافير تصدح بين جنباته …
انسكب قلبه فيه حين لمس شعاع النور جبهته فتذكر ذلك الفجر وتسمرت قدماه مكانه ورفع عينيه نحو قبة المسجد باسطاً يديه في تنهد عميق:
" يارب: مهما فعلت من حسنات فهي بفضلك… فإن كنت مدخلني چنتك فلأنك كريم و غفور لا لأنني أهل لها… وإن تدخلني چنتك فإنني لاأريدها إلا ابتغاء رؤياك يا الله…
لا أبتغي إلا وچهك ولا أريد چنة بما فيها ومن فيها إنما أريد أن ألقاك وأنعم بچمال معرفتك يا بهي وعال وكريم بما يفوق الفهم أو الوصف… "
" اكشف لي ولعبادك عن بهاء عملك وإنعامك و لطفك معنا وفينا يا خالقنا وأرنا فضل نعمتك وغير فينا لنفهم ولو قليلاً فيض إحسانك… اهدني اليك يا من خلقتني وسويتني وعدلتني لأنني بدونك لا يمكنني أن أهتدي اليك… "
" إن لم تقربني فكيف أقترب؟ إن لم تطهرني فلا أطهر مهما فعلت… خلقتني فأذنبت اليك فمن لي سواك يغفر لي ويخلقني جديداً كما الوليد طاهراً لأنك تريدني هكذا لك، فافعل كما تريد بنفسي فإني لك واليك راچعٌ يا غفورٌ رحيمٌ يا معينٌ محسنٌ يا رؤوفٌ كريمٌ… آمين "
Photo of Ahmed Ibn Touloun Mosque found of freepik




Comments