قبل الافطار
- سامح
- Mar 23, 2023
- 2 min read
انها مخاطرة غير محسوبة قد تكلفك حياتك و حياة آخرين… تتساءل ما هي هذه المخاطرة؟ ان تقود سيارة على الطريق الدائري قرب موعد الافطار في رمضان…
اعتدت ان أتأخر قليلاً في الانصراف من المكتب في ايام رمضان… استمتع بقيادة سيارتي الروسية (لادا ٢١٠٧) في شوارع القاهرة الخالية قرب الغروب… كم هي جميلة و حانية كفتاة خمرية الوجنتين خجولة الملامح تودّع فتاها المسافر وقت الافطار في رمضان على وعدٍ ان يعود بشروق غدٍ أفضل…
اعتاد صديقي هذا ان ينتظر معي قليلاً بعد مواعيد العمل، لا يسرع ليلحق بموعد الافطار … له زوجة و اولاد الا انه لا يقيم معهم لسبب لم اسأل عنه…
اقترب من مكتبي و القى التحية بلطف كعادته، و سألني: - "هل تعلم انكم في مأزق حقيقي؟" - "نحن ؟ من نحن؟" - "المسيحيون او النصارى" - "لا افهم… لماذا تعتقد اننا في مأزق؟ تقصد مأزق سياسي بسبب الظروف الحالية " - "ليته كذلك… انتم في مأزق تاريخي ابدي لا يمكنكم الفكاك منه". - "اشرح لي ما تقصد، حدثني بصراحة كما اعتدت منك و اعدك انني لن اغضب ولن اقاطع كلامك كما اعتدت ان افعل" - "لقد قرأت عن المسيح يسوع في الاناجيل و اعرف جيداً عيسى بن مريم في القرآن، هذان شخصان لهما نفس الاسم ولكنهما مختلفان تماماً…" - "اتفق معك، لكن لماذا نحن في مأزق؟" - "لقد ولدتم مسيحيين و لكن معظمكم، ان لم يكن كلكم، لم يتعرف على المسيح يسوع بعد. ان تتقابل مع المسيح يسوع و تعرفه بحق يعني ببساطة ان تم..وت لاجله لانك تؤمن انه ما..ت عنك ليخلصك من خطاياك، انت مدينٌ له بحياتك اذن و ليس لديك خيار الا ان تخرج خلفه حاملاً الصليب حتى الم.و.ت كما احبك هو و م.ا.ت لأجلك، اليس كذلك؟…"
ابتسمت و انتبهت و اندهشت كيف كشف لي صديقي العزيز هذه الحقيقه بهذه البساطة … كأنما كشفني امام نفسي فرأيتني عارياً جداً… عارياً حقاً…
قطع صديقي صمتي و استطرد قائلاً: - "في المقابل: عيسى بن مريم لم ي.م.ت عن أحد ولم يُصلب، لقد رُفع الى الله تعالى، انه روحٌ منه و هو كلمته لكنه ليس هو. عيسى بن مريم خلق الطير و شفى الامراض و اشبع تلاميذه و سيأتي دياناً للعالمين لكنه لا يؤكد انه هو الله… المسيح يسوع يعطي لك طريقاً واحداً لتنال الحياة بال..م.و.ت بينما عيسى بن مريم يضع امامك طريقاً وسطياً واسعاً لتعبد الله و تعيش شخصاً فاضلاً و تسعد بالجنة في نهاية المطاف. لا حب و لا م.و.ت و لا حياة ملائكية غير مفهومة"
لا اعرف لماذا تذكرت كلمات المسيح يسوع و قلتها لصديقي: - "ان لم تقع حبة الحنطة بارادتها وت.مُ.ت، فلا يمكن ان تأتي بثمر، اليس كذلك؟
استأذنت صديقي مودعاً و شكرته على حواره الشيق و قلت لنفسي "حقاً انها الطريق الوسطى الواسعة و السريعة، تلك التي سلكها الكثيرون …"
كان الطريق هادئاً و الجميع يأكلون بصحبة احبائهم… مهلاً، مهلاً لقد اخطأت حقاً، كان يجب ان ادعو صديقي العزيز للافطار و اسعد بحديثه و حكمته… لقد لمست كلماته قلبي و مازالت تتردد في اعماقي: "ان تتقابل مع المسيح يسوع و تعرفه بحق يعني ببساطة ان ت.م.و.ت لأجله"…
#الافطار Image found on freepik.com

Comments