المالك
- سامح
- Jul 16, 2022
- 3 min read
ثم استوى على كرسي مكتبه الفخم في الغرفة الواسعة جداً…
و احاطت به سحابة من الغموض و المهابة حين انتشر دخان سيجاره الكثير الثمن في المكان و اصبح من الصعب ان تتبين ملامحه… كم كان الموقف مهيباً بحق …
قال بصوت هادئ و رخيم… ترددت اصداءه بين ارجاء غرفة المكتب الشاسعه فبعثت في العامل المسكين الواقف امامه خوفاً و قشعريرة: "كيف ظننت انه من الممكن ان ارسل اليكم ابني الوحيد كعامل عادي في المصنع بينكم ؟ و الادهي ، انك اعتقدت انه مات فعلاً لأنه يحبكم انت و العمال البسطاء رفقائك…"
اجاب العامل في تردد المصدوم و المرتبك: "الم تقل انك عند حسن ظننا بك ؟ … لهذا صدقته حين قال انه يتكلم مما لك و انه يعمل كما تعمل انت … لقد قال انه ابنك و انك و هو واحد و من رآه فقد رآك… لس… لس… لست الوحيد كما تعلم … لقد صدقه الكثير من العمال… حتى الملاحظين و رؤساء العمال العارفين جيداً بأوامرك و اسلوبك في الادارة … ارتبكوا حين قال انه ابنك و خافوا منه و تآمروا ضده لأنه اظهرهم امامنا على حقيقتهم … اخيراً اخرجوه خارج المصنع و ق..ت..ل..و ه …"
" كلا ، لم بحدث … لقد انقذته من ايديهم و احضرت آخراً يشبهه و قد علقوا هذا الآخر كما ارادوا … انني على دراية بكل ما يحدث في مصنعي …"
"و اين هو الآن إن كان لي ان اعرف…؟"
"انه معي الآن و لفترة من الزمن ، لكنه سيعود للمصنع و يدين العمال المقصرين… لقد ارسلته قبلاً اليكم ثم احضرته الي و هو حي لم يمت … ثم انني ارسلت بعده مندوباً آخراً و اخيراً حتى يزيل ما التبس عليكم و يعيد الامور الى نصابها …"
" أتعني ان آخراً ما..ات بدلاً منه ، ما..ات عنه ؟ "
" كان هذا الآخر يستحق تلك النهاية على كل حال؟ "
" لكن هذا الآخر و هو يلفظ انفاسه الأخيره … لم يبد كمن يستحق ال..م..و..ت… لقد غفر ل ق ا ت ليه وفعل بالضبط كما علمنا ان نحب زملائنا العمال حتى اللذين يكرهوننا… ثم … هل تعطيه حق ان يحاسب العمال عنك و يقضي بينهم ؟ "
" نعم … انا حر في ما افعل و لمن افوض صلاحيات الادارة… انتبه جيداً لما تقول … انا هنا الذي اسأل و انت فقط تجيب: لماذا لم تصدق من ارسلته اليكم اخيراً ليبشركم و لينذركم ان تعملوا بجد و تهابونني ؟ …"
" لا اعرف بالضبط… فقط لم استرح لكلامه حين اتى على رأس مجموعة من العمال و اعطانا ثلاثة اختيارات… اما ننضم لهم ، او نعمل في صمت بينهم على ان ندفع لهم مالاً نظير حمايتهم لنا و رعايتهم لشؤوننا ، او نُطرد خارج المصنع … لقد فرضوا اوامرك بالقوة و طردوا كل من قاومهم خارج المصنع …لم اظن فيك انك قد تستخدم القوة لفرض اوامرك … اعني لم يكن هذا متوافقاً مع صورتك التي رسمتها لك في خيالي …"
" ها انت قد رأيتني حقاً و عرفتني … هذا انا ، قوي و عادل و كريم ايضاً…على كل حال ، و لأنني طيب القلب …اعلم انك على خلق لكنك ضللت طريقك في معرفتي … فقط ، تخلى عن اعتقادك هذا و انضم للعمال اخوانك و سأكرمك كثيراً… لقد اعددت لكم منتجعاً فائق الجمال تظلله اشجار النخيل حيث تستريحون و تستمتعون و تأكلون و تشربون و تتزوجون … لقد اعددت كل شيئ حتى انني احضرت لكم حسناوات يسعدونكم و يعوضونكم عن ايام العمل و الحرمان …"
" لا اظن انني اريد منتجعاً … انني اريد من احسنت الظن به … ان كنت انت المالك حقاً فإنني لا اريد ان اكون عاملاً بمصنعك … اطردني خارجاً من فضلك …" The Photo Credit:

Comments