top of page

القطيع

  • سامح
  • May 7, 2022
  • 2 min read

حدث في احد السنين ان قلت الامطار على المراعي الخضراء تحت سفح الجبل حيث كانت ترعى القطعان في امن و سلام.

و اذ استشعر القطيع الازمة و احتمال حدوث جفاف. اشار حكماء القطيع على افراده ان يقللوا من بذل الجهد و من كمية الطعام اليومي حتى يبقى لهم ما يمكنهم من العيش وقت الجفاف. فضعف افراد القطيع من قلة الغذاء و لم يستطع الكثير منهم الرعي كسابق عهدهم.

ابتدأ اقوياء القطيع فرض سيطرتهم على المساحات الخضراء. منهم من كان رقيق القلب فسمح لبعض ضعفاء القطيع ان يرعوا في مساحات محدده لفترات محدده من الوقت.

و اذ اشتدت الازمة، بدأ البعض يجمع الحشائش و يخبئها في الارض. و جمع البعض منهم المياه السائلة في زقاق و دفنوها حتى يستطيعوا استبدالها بالاعشاب لاحقاً. و سرعان ما بدأ الجميع يفعلون الشيء نفسه خوفاً من المستقبل فقلت المساحات الخضراء و المياه المتاحه سريعاً و شعر الجميع بالخوف.

نظمت القطعان القوية نفسها في ميلشيات لحماية المتبقي من الحشائش و المياه و ابتدأت في فرض سيطرتها بالقوه على مساحات اوسع فجرح الكثيرون و كثيرون سقطوا في الحرب.

لم تجف المياه بعد و مازال هناك الكثير من المساحات الخضراء لكن آذى القطيع نفسه لا لشيء الا الخوف من العطش و الجوع.

بعضهم جمعوا انفسهم كباراً و صغاراً . اقوياء و ضعفاء و بدأوا رحلة البحث عن مراع جديدة. لم يكونوا يعرفون بعد اين توجد لكن الايمان بأن هناك ما هو افضل ساقهم في طريق العمل و البحث و تقديم العون للآخرين لينجوا جميعاً.

لست اعرف ان كانوا قد وجدوا مراعٍ جديدة و ان كانت افضل ام لا. انما اعرف انهم احبوا بعضهم بعضاً و كافحوا لأجل الخير دون ان يؤذ احدهم الآخر او يمنع احدهم خيراً عن الآخر خوفاً من المستقبل.

الخلاصة: لم يكن الجفاف دافعاً للخوف من المستقبل ابداً. انما كان دافعاً للبحث عن ما هو افضل. كان باباً للإيمان و العطاء و العمل… باباً للحب.

photo from Wix Library

ree

Comments


  • Facebook
  • Twitter
  • Instagram

مدونة وجدني

تواصل

اسألني و شاركني افكارك

شكراً للتواصل

bottom of page