top of page

أنا و أنا و أنا

  • سامح
  • Mar 19, 2024
  • 2 min read

Updated: Oct 19, 2024

دعني اصارحك لأني أحبك وأعرف أنك صادق النية…


ستظل تصوم وتصلي وتتصدق وتصنع الطاعات وتتكبد مشقة زيارة الأماكن المقدسة ولن تزداد الا حيرة وجوعاً بينما الفراغ يصرخ داخلك أن "لا معنى فيما تفعل"…


لا تتجاهل نداءاتك الداخلية لأنها افتقاد لك من الله تعالى…


ليس غير الله يملأ هذا الفراغ…


الطاعات و الشعائر وطقوس العبادة وحدها لا تشبع الارواح العطشى الى الحق ولا تغني عن علاقة مشبعة مع منبع الحب الحقيقي…


الانشغال بالعمل والانشطة الاجتماعية او الابحاث العلمية ودراسات الفلسفة ومقارنات الاديان… كل هذه وامثالها لا تملأ هذا الفراغ بقدر ماتلهيك عنه وتعطيك شعوراً زائفاً بأنك على الطريق الحق بينما الداخل يصرخ جوعاً للقاء خالقه…


هل ستدخل الجنة؟ بعد عمر طويل بعد يوم الحشر؟

ماذا فيها و ماذا سيشبع نفسك الخاوية هناك؟

اليس الله ملئ الكل و مالئ الكل؟


لماذا اذن لا تبدأ الآن؟ ماذا تنتظر؟ لماذا تسير وحدك في أرض الغربة؟


إن رفعت قلبك اليه وسألته، ألا يجيب؟ اليس حياً؟ هل يترفع عن اجابة سؤالك؟ ألا يدعوك للإتضاع فهو اذن متواضع بلا حدود…

يدعوك للرحمة أفلا يرحمك بما لا يقاس؟

يدعوك للمحبة أفلا يحبك بما يفوق الفهم؟

يدعوك للعطف على المساكين أفلا يشبع نفسك فتلتذ بعشرته والحديث معه فيتجدد شباب روحك كما النسر؟


لماذا الخواء إذن؟ لماذا الفراغ المقيت؟ لماذا هذا الشعور المضني باللاجدوى؟


قد أتى اليك وأنت تنكر… قد طرق بابك وأنت تسد أذنيك… قد أحبك وأسرع يحتضنك وأنت رفضت البنوة وإخترت العبودية للذات والأعمال ثم وقفت تحاجج "الحسنة بعشر والعمل بمكافأة والجنة ما أشتهي …"


إفهم … إفهم أرجوك … إفهم و استمع للنداء، كفاك هرباً… إفهم وإتضع وإقبل حكمة الله الصارخة داخلك… إنزل من برج الاعمال العاجي وإسأل مدركاً جهلك فتصير حكيماً و تعرف الطريق وترتوي وتشبع فتفرح وتضيئ مصباح حياتك بنور سماوي لا ينطفئ بالموت بل يعبر بك الى حياة ابدية…


Photo credit goes to Golubovy.shutterbox



Comments


  • Facebook
  • Twitter
  • Instagram

مدونة وجدني

تواصل

اسألني و شاركني افكارك

شكراً للتواصل

bottom of page