هي
- سامح
- Dec 15, 2023
- 1 min read
Updated: Oct 19, 2024
يصعب حقاً الحديث عنها…
تسمو فوق الوصف…
تتصاغر الكلمات وتتخفى من فرط خجلها من حسنها…
ماذا أكتب؟
قلمي لا يطيعني، لا يريدني أن أكتب قائلاً "أنتِ" وكأنني أخاطبها إذ لا أجدني مستحقاً.
لا أنا ولا قلمي ولا فكري نظننا أهلاً أن نتحدث إليها لهذا كتبتُ "هي"...
حتى الخيال يأبى ان يرسم ملامح وجهها ال… المشرق... ال... الساطع… المنير… المشع… المبهر… الفائق الجمال… ال … ال ماذا؟ لا اجد وصفاً قريباً من المعنى الذي أريد أن أعبر عنه ولو حتى بكلمة تصف مُحيّاها…
حسناً… سأكتب هكذا:
حتى الخيال يأبى أن يرسم ملامح وجهها في مخيلتي…
سألجأ إذن للحن يعبّر عنها… لحن هادئ الايقاع مسالم وديع ولكنه مجيد في ذات الوقت. غير مُفَصّل لكنه شديد الوضوح. يكاد لا يُسمع من فرط سريته لكن تأثيره عميق عمق الروح… ما هذا اللحن غير المسموع وغير المُدرَك عميق الأثر؟…
خفُتت النغمات واستحت آلات الموسيقى إذ لا تملك لحناً يصفك أو يجسر حتى على الإشارة اليكِ…
أيها الكون الخفي الأسرار الغائر العمق الواسع الأركان الشديد التعقيد والمنطقي واللامفهوم بعد… هل فيك من يعبّر عنها؟… فأقول أنها مثل السماء مثلاً؟ أنها كالنور؟ أنها كأجمل النجوم؟ أنها كأعاجيب الموجات وتحمل أسرار الطبيعة وفوائق فيزياء الكم؟
كلا إنها تسمو عن ذلك بكثير…
لا أجد وصفاً ولا شبيهاً ولا لحناً…
هي أم وعذراء…
هي فقيرة لا تجد بيتاً تضع فيه وليدها وهي غنية غنى والدة الإله…
هي بسيطة قليلة الكلام و تحمل في حضنها عقل الله الناطق…
هي إنسانة وسماء غير مُدرَكة بالحواس…
هي أم النور الآتي إلى العالم…
هي "مريم".

Comentários